بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمْدُ للهِ المُتَجَلِّي عَلى أولِيائهِ بِجمالِ الجلالِ، المَفِيضِ عَليهم شُرْبَ المحبة مِن عين الوصال، الذين قرَّبهم إلى حضرته ووهبهم من عطائه قُدسيًّا عينًا يشرب بها عباد الله يفجِّرونها تفجيراً.والصَّلاة والسلام والبركات على سيِّد السَّادات، ومَظهر تجلِّي الرَّحمات، والمَجْـلَى الأتم الأكمل لمظاهر الأسماء والصِّفات، الذي أرسله الحق تبارك وتعالى شاهدًا ومُبشِّرًا ونذيراً وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، وعلى آل بيته المُكرمين الأطهار، وصحابته المقرَّبين الأبرار، ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يوم القرار.

أولت دولة  الأمارات العربية المتحدة اهتمامًا كبيراًبالتَّعليم، واعتبر الشَّيخُ زَايدُ بنِ سُلْطان آل نَهْيان– رحمه الله -، التَّعليم من أولويات التَّنمية، إذ قال "إن الشَّباب هم ثروةُ الأمَمِ الحَقِيقِيةِ"لم يبخل على جميع المشاريع التي أخذت تنهض بالتَّعليم تدريجياً؛ لينشأ جيلٌ مؤهلٌ قادرٌ على العطاءِ وخدمة الوطنِ، واليوم جاءت دولةُ الإماراتِ العربيَّة المتحدة وفقاً لتقرير مؤشر الابتكار العالمي لعام 2020م، في المركز الأوَّل عربيَّاً واقليميَّاً في مؤشر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومؤشر الوصول للإنترنت، ومؤشر استخدام الإنترنت، وتقيس هذه المؤشرات مدى تَقَدُّم وتطور البنية التَّحتية للاتصالات في دول العالم باعتبارها ممكن رئيسي للابتكار وعنصر مهم في خلق بيئةٍ ابتكاريةٍ.

ولما كان الشَّغفُ المُلْهِمُ لصاحب السُّمو الشَّيخ الدِّكتور/ سُلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشَّارقة "حفظه الله ورعاه" بحبه للقراءة والمعرفة منذ صغره، عندما رهن خنجراً ذهبياً لا يقدر بثمن الذي يعد إرثاً عائلياً من أجلِ شراءِ الكتب التي شغلت قلبه وعقله على الدَّوام، كان ذلك ميلاداً أن تكون مدينة الشَّارقة عاصمةً عالميَّةً للكتاب فهي تولي أهمية خاصة بالجانب الثَّقافي، إذ تعتبره جزءاً لا يتجزَّأ من تطوّر دولة الإمارات العربية المتحدة وتّقَدُّمها، ويتجلّى ذلك من خلال الفعاليات والمبادرات التي تطلقها باستمرار للاحتفال باللغة والثَّقافة والتَّاريخ العربي في كافة المحافل.

تُعدُّ مدينة الشَّارقة للنشر أول منطقةٍ حرةٍ من نوعها للنشر في العالم العربي، حيث توفر لكافة العاملين في قطاع صناعة الكتاب الفرصة للاستفادة من حزمةٍ واسعةٍ من الامتيازات المُعْفَاة من الضَّرائب من خلال الحصول على فرصة امتلاك شركة خاصة بالكامل تتمتع باستقلاليةٍ تامةٍ في الإدارة. كما تشمل الامتيازات أيضاً الموقع المثالي للإمارة في قلب العالم، حيثُ تصبح الأسواق الأفريقية والآسيوية عند أطراف أصابعك. وبناءً على ما سبق كانت نظرتنا أن تكون انطلاق أكَادِيمِيَّةُ زد أو للتعلم الإفْتِرَاضِيَّ (ZOL)  من هنا هيئة الشَّارقة للكتابِ.

لا أَظُنِّي أَعدُو الحَقَّيقة إِنْ قُلْتُ: إِنَّ هيئة الشَّارقة للكتاب أصبحت تُمَثِّلُ الوجه المُشْرِق لكل المشاريع الناحجة، وتوفِير منصَّة فكرِيَّة لِلتَّبادُل المُعرَّفِيّ والثَّقافِيّ بين شُعُوب العالِم، وتسلِيط الضَّوء على أَهمِّيَّة العلم وأثرِه فِي نشر الوعِيّ بِالمُجتمع وتنوُّع مصادِرالمعرفة.

أننا في أكاديمية زد أو للتعلم الإفتراضي  (ZOL)  نقدم رؤى وأفكاراً واستراتيجيات تعليمية جديدة من خلال توظيف تقنيات  الواقع الافتراضي والمعزز والذكاء الاصطناعي لترسم ملامح قطاع التَّعليم خلال العقد القادم من خلال تبني نموذجٍ تعليميٍّ مدرسيٍّ وجامعيٍّ متطورٍ ومرنٍ يحاكي أفضلَ التَّجارب العالميَّة، من أجل إعداد أجيالٍ ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلم والإنتاج وقادرة على التَّعامل مع التَّحديات والانسجام مع روح العصر والمُشَارَكَة في الحضارة الانسانيَّة.

أ.د. السَّمَانِي عَبْدِالمُطَّلِبِ أحْمَدَ عَبْدِالمُطَّلِبِ 

مدير الأكَادِيمِيَّةِ